18/11/2021
من المتوقع إقامة نحو 50 منتجعًا ستوفر تجارب لا تنسى ضمن مشروع البحر الأحمر في المملكة العربية السعودية. نظرة على المفهومين الأساسيين اللذين تم الكشف عنهما لهذه الوجهة المميزة.
يستعد مشروع البحر الأحمر - أحد أكثر مشاريع السياحة المتجددة طموحًا في العالم- لطرح تجارب متميزة للزوار الباحثين عن اكتشاف جزرها البكر، وكثبانها الرملية، وجبالها في منطقة بكر تقع شمال غرب المملكة العربية السعودية. وتمشيًا مع هذه التطلعات، فإن الوجهة سوف تشتمل على 50 منتجعًا، لتوفر 8 آلاف غرفة فندقية، إلى جانب مجموعة من المرافق الترفيهية عند استكماله بالكامل في عام 2030.
ومن بين التجارب المتميزة، فإن شركة البحر الأحمر للتطوير المسؤولة عن تطوير المشروع قد كشفت الشهر الماضي عن تصاميم منتجعها الجبلي الجديد والمسمى بــ دزرت روك والذي سيجمع بين العمارة المبهرة والطبيعة، حيث يقام في أحد أودية الجبال السعودية. ويأتي ذلك بعد إعلان الشركة عن مشروع منتجع كورال بلوم على جزيرة شُريرة في البحر الأحمر.
قامت شركة أوبنهايم أركتكتشر العالمية للتصميم المعماري بتصميم المنتجع بطريقة تحافظ على البيئة وتعززها، وتسمح للضيوف بالتواصل المباشر مع طبيعة وثقافة المنطقة المحلية في الوقت ذاته.
بدأت عمليات إعداد موقع العمل وأعمال بناء المنتجع في يوليو من هذا العام.
يقول جون باغانو، الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير: «أردنا إنشاء وجهة سياحية تتيح للزوار من شتى أنحاء العالم الاستمتاع بجمال الطبيعة غير المكتشف بعد في المملكة العربية السعودية . وسيمنح منتجع دزرت روك لزوارنا فرصة الاستمتاع بمناظر طبيعية خلابة على مد البصر. وقد صُمم المنتجع بطريقة تحافظ عليها لتستمتع بها الأجيال القادمة.»
«كانت البيئة المحيطة بموقع منتجع دزرت روك مصدر إلهامنا في تلك التصاميم، لنقدم لزورانا رفاهيةً لامتناهية وتجارب سياحية لن تنسى،» كما يضيف.
سيكون ممر عبور الزوار للمنتجع من خلال وادٍ طبيعي مخفي بين الجبال. ويوفر المنتجع المبني بداخل الجبل 48 فيلا و12 جناحًا فندقيًا بإجمالي 60 غرفة، بتصاميم معماريةٍ مدمجةٍ بالكامل مع الصخر الجبلي للحفاظ على منظره الجمالي، وتلك هي الفلسفة التي تتبعها شركة أوبنهايم أركتكتشر العالمية للتصميم المعماري بأن تكون التصاميم متناغمةً مع الطبيعة لا أن تكون تصاميم دخيلةً عليها.
وسيستمتع زوار المنتجع بمجموعة متنوعة من الوحدات السكنية الفاخرة من الغرف الأرضية، إلى الأجنحة الفندقية المبنية في منتصف الجبل، إلى عدد محدد من الغرف الفندقية المحفورة في الصخر الجبلي.
ولضمان ألا يحول أي شيء بين الزوار والمناظر الطبيعية الفريدة، تم شق شبكة الطرق الموصلة للمنتجع على أطراف الوداي الرئيسي لتكون مخفية خلف المناظر الطبيعية الموجودة بالفعل. مما سيقلل بدوره من التلوث السمعي والضوئي، ويتيح لزوار الوجهة الفرصة للانغماس التام بالمناظر الصحراوية المحيطة بهم.
سيضم منتجع دزرت روك الجبلي مرافق فندقية راقية، بما في ذلك منتجع صحي عالمي ومركز للياقة البدنية. وكذلك أماكن معزولة مخصصة لتناول الطعام وواحة البحيرة المميزة. سيكون بإمكان الزوار القيام بنزهات طويلة مشيًا على الأقدام، والاستمتاع برحلات سياحية على متن العربات المخصصة للكثبان الرملية ومشاهدة النجوم كجزء من النشاطات السياحية العديدة المتاحة للزوار.
وحول تقدم العمل في المشروع، يقول إيان ويليامسون، كبير إداريي تسليم المشروع في شركة البحر الأحمر للتطوير: «بدأت أعمال تجهيز موقع العمل في شهر يوليو من هذا العام، وتتقدم على المسار الصحيح لهذا المنتجع ليتم استكماله ضمن المرحلة الأولى من المشروع.»
بناء مستدام
كجزء من التزام شركة البحر الأحمر للتطوير بالسياحة المتجددة، سيتم تصميم المنتجع الجبلي دزرت روك لتحقيق أعلى مستوى في الريادة في الطاقة والتصميمات البيئية (ليد).
«تحرص شركة البحر الأحمر للتطوير وشركاؤها على الاستثمار في أكثر الطرق ابتكارًا واستدامة لتسليم هذا المنتجع الذي سيكون مرتفعًا بنحو 175 مترًا فوق مستوى البحر مع طبيعة بارزة وفلل تتراوح ارتفاعها ما بين 180 مترًا إلى 280 مترًا فوق مستوى الأرض،» كما يقول ويليامسون.
«هذا يشتمل على عناصر لإمدادات الماء والكهرباء، وشبكات الصرف الصحي، والتنوع الأوسع لمنهجنا التطويري. سيتم إدارة المنتجع بالطاقة المتجددة بنسبة 100 بالمائة، ونفس الحال بالنسبة للوجهة الأوسع حيث لا تتصل بالشبكة الوطنية،» كما يضيف.
تم إعداد التصميم المعماري ليساعد على التقليل من استهلاك الطاقة وتعزيز حياة المنطقة الفطرية. وستُنشئ أنظمة لحفظ المياه وتوزيعها في جميع أنحاء الموقع، واستغلال مياه الأمطار التي تم جمعها في زيادة الغطاء النباتي في الوادي.
إلى جانب ذلك، ستستخدم المواد الناتجة عن الحفر في موقع المنتجع؛ في إنشاء البنى التحتية له. وستُستغل قطع الحجارة في تزيين الجدران والأرضيات الداخلية والخارجية. بينما سيتم استخدام الحجر الأرضي والرمل في تصنيع الركام الخرساني وهو مادة البناء الأساسية في جميع تصاميم الهندسة المعمارية.
يقول تشاد أوبنهايم، مؤسس شركة أوبنهايم أركتكتشر العالمية للتصميم المعماري: «إن المناظر الطبيعية للصحراء المحيطة بموقع المنتجع الجبلي دزرت روك ساحرة وفريدة من نوعها. لذلك أردنا أن تحتفي أساليب الهندسة المعمارية المختارة بطبيعة المنطقة وتفاصيلها المثيرة للأعجاب، وذلك عبر استخدام الموارد الطبيعية المحلية، وبدمج المنتجع بالجبل مما سيتيح للزوار الانغماس مع المناظر المحيطة مباشرةً وتجربة جمال طبيعة المملكة العربية السعودية المذهل.»
ويهدف هذا المشروع أيضًا لمشاركة التاريخ الأثري للمنطقة عبر توظيف أفراد من المجتمع المحلي ليكونوا ممثلين لثقافة وطبيعة المنطقة ويشاركوا الزوار العالميين والمحليين قصة أصالة المنطقة وتفاصيل تراثها العريق.
كورال بلوم
صمم كورال بلوم لحماية ومزج الحياة الطبيعية البكر في المركز الرئيسي لمشروع البحر الأحمر وهي جزيرة شُريرة. تولت الشركة المعمارية فوستر+بارتنرز أعمال تصميم 11 فندق على الجزيرة.
وتتمحور الرؤية التصميمية لجزيرة شُريرة الرئيسية حول اعتبارات التنوع البيولوجي، بحيث ستتم المحافظة على أشجار المانغروف والموائل الأخرى لتشكل خطوط دفاع طبيعية ضد عوامل الانجراف والتعرية، وسيتم إلى جانب ذلك تطوير موائل جديدة من خلال الحدائق المنسّقة لتحسين الحالة الطبيعية للجزيرة. يتضمن التصميم كذلك إنشاء شواطئ جديدة على الجزيرة الشبيهة بالدولفين، بالإضافة إلى بحيرة جديدة أيضًا. وتساهم هذه التحسينات في رفع مستوى أرض الجزيرة لتوفر بذلك حاجزًا للوقاية من خطر ارتفاع مستوى سطح البحر.
وتعد جزيــــــــرة شُريرة واحدة من 92 جزيرة ضمن الأرخبيل الواقع عليه المشروع، ويعتبر رابع أكبر حيد بحري للشعب المرجانيّة الكثيفة على مستوى العالم، حسب ما تقول شركة البحر الأحمر للتطوير.
وسوف يتم استخدام الطبيعة الخلابة للجزيرة لخلق تأثير ملموس مع بناء جميع الفنادق والفيلات في وسط هذه الطبيعة. كما أن عدم وجود مبانٍ عالية سوف يتضمن إطلالات رائعة بدون عوائق مع خلق نوع من الغموض لضيوف الجزيرة يبدأ انكشافه تدريجيًا.
وتأتي تصميمات الفنادق لتكون متماشية مع متطلبات العالم سريع التغير وطلبات المسافرين على مدى العامين الماضيين. فلا توجد ممرات داخلية، على سبيل المثال استجابة للطلب على المساحات والرحابة فيما بعد انتهاء الوباء العالمي. كما سيتم تصميم المنتجعات نفسها باستخدام مواد منخفضة الوزن مع انخفاض الكتلة الحرارية والتصنيع خارج موقع العمل، مما يعني بناء أكثر كفاءة في ترشيد الطاقة وأقل تأثيرًا على البيئة، كما تؤكد شركة البحر الأحمر للتطوير.
يقول جيرارد إيفندين، رئيس الستديو في فوستر+بارتنرز: «إن رؤيتنا لجزيرة شُريرة مستلهمة من الطبيعة المحيطة، مع تصميم الفنادق لتعطي انطباعًا بأنها تمثل جزءًا من الشاطئ مستكينة بين الكثبان الرملية مثل الأخشاب المجروفة.»
«إن المواد التي استخدمناها والتأثير المنخفض على البيئة يضمن حماية الطبيعة البكر للجزيرة، بينما تساعد الإضافات على تعزيز ما هو متوفر على الجزيرة بالفعل، وهنا يكتسب المشروع اسمه كورال بلوم أو ازدهار المرجان.»
استعراض عام للمشروع
حقق مشروع البحر الأحمر محطات مهمة في أعمال التطوير، ويجري العمل فيه على قدم وساق لاستقبال الضيوف بحلول نهاية عام 2022 مع افتتاح الفنادق الأولى، وسيتم استكمال المرحلة الأولى التي تشتمل على 16 فندقًا في نهاية 2023.
يجري العمل في المرحلة الأولى من المشروع مع التوقيع على أكثر من 600 عقد حتى الآن بقيمة تبلغ ما يربو على 17 مليار ريال (4.5 مليار دولار). كما بدأ التشغيل الكامل للحاضنة الواقعة على مساحة 100 هكتار والتي توفر أكثر من 15 مليون نبتة. ويوجد في الموقع في الوقت الحالي أكثر من 8 آلاف عامل مع استكمال 80 كم من الطرق الجديدة، بما في ذلك طريق المطار لربط المشروع بشكل أفضل. كما تم افتتاح قرية العمال التي سوف تضم 10 آلاف عامل ويتواصل العمل في القرية الساحلة التي ستشتمل على 14 ألف شخص ممن يعملون في المشروع.
وفور استكمال العمل في 2030، سوف يتكون المشروع من 50 منتجعًا وأكثر من 1000 عقار سكنى على 22 جزيرة وستة مواقع داخلية. كما سيضم أيضًا مراسي فاخرة، وملاعب جولف، ومرافق للترفيه، ومطار دولي. يجرى تطوير المشروع على مساحة 28 ألف كم من الأراضي البكر والمياه الزرقاء بامتداد الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية.