18/08/2022
ثلاثة متاحف عالمية المستوى، ووجهة تفاعلية متعددة الحواس، وأول سي ورلد خارج أمريكا، ومجمع للأديان، كلها ضمن العديد من المشاريع الثقافية والترفيهية التي تقام في أبوظبي، في ظل استمرار جهود الإمارة لتنويع اقتصادها من خلال اكتشاف إمكانياتها الصناعية والعقارية.
تركز العاصمة الإماراتية أبوظبي على تحقيق رؤيتها في أن تكون مركزًا للإبداع والابتكار، وإثراء الخارطة الثقافية على أراضيها. وتؤكد معظم المشاريع التي طرحت في الإمارة عزمها على تحقيق هدفها.
وفي قلب هذه التطلعات يكمن حي السعديات الثقافي والذي سيكون واحدًا من أهم الوجهات الثقافية في العالم. ويضم الآن متحف اللوفر أبوظبي، بينما تشتمل المتاحف الأخرى على متحف زايد الوطني، ومتحف جوجنهايم أبوظبي الجاري بناؤه. كما سيضم الحي الثقافي بيت العائلة الإبراهيمية الذي سيكون مركزًا للأديان الثلاثة- مسجد و كنس يهوي وكنيسة.
ومن أحدث المشاريع التي تم إطلاقها في هذا المركز الثقافي تيم لاب فينومينا أبوظبي، ويمثل وجهة تفاعلية متعددة الحواس، ومتحف أبوظبي للتاريخ الطبيعي. وللحالمين في بيت بجانب هذه المتاحف، كشفت الإمارة عن مساكن اللوفر أبوظبي في أوائل هذا العام والتي سوف تبعها الإعلان مؤخرًا عن جروف ديستركت التي تتميز بإطلالات ساحرة على متحف زايد الوطني، ومتحف اللوفر أبوظبي، ومتحف جوجنهايم أبوظبي.
بالإضافة إلى ذلك، تملك أبوظبي تطلعات صناعية واسعة. ففي نهاية شهر يونيو، طرحت الإمارة استراتيجية أبوظبي الصناعية لتعزيز مكانتها كواحدة من أكثر المراكز الصناعية تنافسية في المنطقة. وتمشيًا مع هذه الاستراتيجية، سوف تستثمر الحكومية 10 مليارات درهم (2.72 مليار دولار) لزيادة حجم قطاع التصنيع لأكثر من الضعف ليصل إلى 172 مليار درهم بحلول عام 2031، وذلك من خلال زيادة التمويل، وتسهيل إنجاز الأعمال، وجذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة.
ويأتي ذلك متوافقًا مع مشروع 300 مليار الذي طرح العام الماضي، والذي تسعى البلاد من خلاله إلى تعزيز مساهمة القطاع الصناعي في الناتج المحلي الإجمالي إلى 300 مليار درهم في عام 2031، من 133 مليار درهم في عام 2021.
وتواصل الإمارة ترسيخ مكانتها كرائدة في المنطقة، بعد أن أصبحت أول دولة تطلق مدينة تركز على الطاقة النظيفة والاستدامة وتكون مركزًا للأبحاث والتطوير من أجل مستقبل أكثر استدامة وهي مدينة مصدر، إلى جانب أول إمارة تطرح قسم دولة الإمارات من القطار الخليجي مع الاتحاد للقطارات، وأول دولة عربية تبني محطة للطاقة النووية.
النقــل والخدمات اللوجستية
يتقدم العمل في شبكة القطار الوطني في دولة الإمارات بخطوات واسعة مع استكمال 75 بالمائة من أعمال بناء المرحلة الثانية من المشروع منذ بدء هذه المرحلة قبل 30 شهرًا.
ويستهدف مشروع الاتحاد للقطارات الطموح البالغة تكلفته 50 مليار درهم تأسيس نظام متكامل لنقل البضائع والمسافرين عبر الإمارات المختلفة. وقد بدأت خدمة الشحن، على أن يتم طرح خدمات نقل المسافرين والتي ستربط 11 دولة داخل الإمارات العربية المتحدة، بما يتيح السفر بقطارات تعمل على سرعة 200 كم/الساعة من أبوظبي إلى دبي في 50 دقيقة ومن أبوظبي إلى الفجيرة في 100 دقيقة.
من ناحية أخرى، تقوم مجموعة موانئ أبوظبي- المحرك العالمي الرائد في قطاع الخدمات اللوجستية والصناعة والتجارة - بتأسيس واحد من أكبر مراكز تجارة الأغذية بالجملة والخدمات اللوجستية في مدينة خليفة الصناعية في أبوظبي (كيزاد).
يقع مركز الأغذية الإقليمي- أبوظبي على مساحة 3.3 كم مربع في كيزاد وسيكون واحدًا من أكبر المراكز من نوعها في دول الخليج. وسيشتمل المركز على أجنحة للتجارة، وخدمات لوجستية، وثلاجات تبريد ومستودعات، وخدمات حكومية هامة، ومرافق لإعادة تدوير المياه، وغيرها من المرافق والخدمات المساندة الأخرى.
الطاقة والمياه
تم تجهيز الوحدة الثالثة من محطة براكة للطاقة النووية للتشغيل في أعقاب استكمال أعمال البناء في العام الماضي، وهي محطة للطاقة النووية متعددة الوحدات تقع في منطقة الظفرة في أبوظبي. ومن المخطط أن تبدأ المحطة في إنتاج الكهــرباء النظـــيفة في 2023، لتنضم إلى الوحدتين الأولى والثانية الجاري تشغيلهما في الوقت الحالي.
كما يجري تطوير عدد من الشراكات في القطاع الخاص وتشمل محطة الطويلة المستقلة للمياه والتي بدأ تشغيل المرحلة الأولى منها. وقد تولت تطوير المحطة شركة مياه وكهرباء الإمارات وشركة أكوا باور السعودية، وتنتج المحطة التي تعمل بالتناضح العكسي الآن 454 ألف متر مكعب من المياه المحلاة يوميًا وهو ما يمثل 50 بالمائة من إجمالي الطاقة الإنتاجية للمحطة.
ومن المشاريع الأخرى في هذا القطاع محطة الشويهات إس 4، ومحطة المرفأ 2 لتحلية المياه. وستقوم محطة الشويهات المستقلة بتحلية مياه البحر باستخدام تكنولوجيا التناضح العكسي لإنتاج 70 مليون غالون يوميًا من مياه الشرب، بما يكفي لتلبية احتياجات المياه لـ 125 ألف وحدة سكنية.
العقارات
حسب آخر تقارير دائرة البلديات والنقل، فإن قطاع العقارات في أبوظبي واصل النمو مدفوعًا بتفائل المستثمرين، مسجلا 7474 معاملة عقارية تزيد قيمتها عن 22.51 مليار درهم في النصف الأول من هذا العام.
وجاءت المناطق الخمس الأولى من حيث عدد وقيمة المعاملات العقارية خلال الستة شهور الأولى من عام 2022 كالتالي: جزيرة ياس بمعاملات تبلغ قيمتها 1.8 مليار درهم، وتتبعها جزيرة السعديات بمعاملات بقيمة 1.2 مليار درهم، ثم الشامخة بقيمة مليار درهم، وجزيرة الريم في المركز الرابع بقيمة 872 مليون درهم، ومدينة خليفة في المركز الخامس بقيمة 310 مليون درهم.
كما تم تسليم 1300 شقة سكنية في أبوظبي في الربع الثاني من العام في شاطئ الراحة وجزيرة الريم، مع وجود ارتفاع ملموس في المشاريع الجديدة التي طرحت في النصف الأول من 2022، وغيرها الكثير في مرحلة التخطيط أو ستبدأ أعمال البناء خلال ستة إلى 12 شهرًا. ومن المتوقع استكمال 3400 شقة في نهاية هذا العام في الإمارة، كما ذكر التقرير.
من ناحية أخرى، واصلت المشاريع العقارية على جزيرة السعديات وجزيرة باس تحقيق المزيد من التقدم، مع التركيز على منطقة جديدة هي جزيرة الجبيل بتكلفة 10 مليار درهم والواقعة بين الجزيرتين. المشروع مملوك لشركة جزيرة الجبيل للاستثمار والتي كشفت عن خطط لمشروع قرية عيـــن المــها والتي تمثل أحدث المشاريع السكـــنيـــة ذات الـــواجهة البحرية وتضم 240 فيلا.
ومن بين المشاريع الجديدة على جزيرة ياس هي مدينة الاستدامة -جزيرة ياس والتي يتم تطويرها من قبل شركة الدار العقارية الواقع مقرها في أبوظبي، وشركة دايموند ديفلوبرز الواقع مقرها في دبي. وبالإضافة إلى فيراري ورلد وحلبة ياس مارينا الواقعتين على جزيرة ياس، فإنه من المقرر طرح مشروع سي ورلد أبوظبي، لتكون أول حديقة سي ورلد للحياة البحرية خارج الولايات المتحدة. وقد شهد العمل في المشروع تقدمًا ملموسًا، وسوف تشتمل الحديقة أيضًا على أول مركز في دولة الإمارات مخصص للأبحاث والتعليم البحري.
وعلى جانب آخر، تعتزم شركة الدار العقارية بناء أول مساكن تحمل علامة اللوفر على جزيرة السعديات. يقع مشروع مساكن اللوفر أبوظبي ضمن سعديات جروف بتكلفة تبلغ 10 مليار درهم، وسوف يتشتمل على 400 شقة تشمل ستديو، ووحدات بغرفة نوم واحدة وغرفتين وثلاثة غرف، وخمس وحدات بنتهاوس حصرية.
تمتد سعديات جروف على مساحة 242 ألف متر مربع، وسوف توفر مساحات للتجزئة والترفيه والتسلية، وستشتمل على 3 آلاف وحدة سكنية، وفندقين، ومساحتين للعمل المشترك للشركات الناشئة.
وتواصل شركة الدار تطوير جزيرة السعديات، وقد استحوذت مؤخرًا على 6.2 مليون متر مربع من الأراضي البكر الواقعة على الجانب الشرقي من الجزيرة بقيمة 3.69 مليار درهم ضمن مشروع متعدد الاستخدامات، سوف يشتمل على 2700 وحدة، معظمها فلل بقيمة إجمالية تقديرية تبلغ 15 مليار درهم.
وسوف تطرح الشركة المطورة عددًا من المشاريع في أبوظبي منها القرم، ونويا، وياس أكرز، والريمان II. مشروع القرم عبارة عن سلسلة من الأرخبيل بإجمالي مساحة تبلغ 105 ألف متر مربع ويضم مجتمع فاخر بواجهة بحرية على الجانب الجنوبي الغربي لأبوظبي. كما تم افتتاح المرحلة الثانية من مشروع الريمان II للمواطنين الإماراتيين والمعروف باسم في الريمان، وهو مجتمع سكني بتكلفة ملياري درهم ويقع في منطقة الشامخة في أبوظبي.
كما طرحت شركة الدار العقارية المرحلة الثالية من مشروع ياس إيكرز، المجتمع المسور المكون من ذا ماغنولياز، المشروع السكني الفاخر الذي يضم 312 فيلا ووحدات تاون هاوس.
من ناحية أخرى، بدأت شركة ريبورتاج العقارية أعمال بناء مشروع ديفا على جزيرة ياس الذي يضم 736 وحدة سكنية جديدة.
ومن المشاريع الأخرى الواقعة على جزيرة الريم مشروع ريم هيلز بتكلفة 2.2 مليار درهم، ويتكون من شاطئ خاص، وتل اصطناعي، وجزر، وقناة، ومرافق مجتمعية وتجزئة، إضافة إلى متنزهات ومدارس ومساجد ومطاعم.
كما قام أحدث مشروع لوجهة ترفيهية على الواجهة البحرية - مشروع القناة بافتتاح أول معالمه بما في ذلك حوض مائي عملاق ومركز ذا بريدج لايف ستايل للياقة البدنية والصحة والعافية في العام الماضي، ويعمل على تطوير مساحات ترفيهية إضافية وسينما سيتم افتتاحها قريبًا.
الصناعة
من أكبر المشاريع الصناعية الضخمة التي تم استكمالها في العام الماضي في أبوظبي كان توسعة مصهر الطويلة لشركة الإمارات العالمية للألمنيوم. وقد أضافت عمليات التوسعة للمصهر في الطويلة 66 خلية اختزال جديدة إلى خطوط الإنتاج الثلاثة، ما يسهم في رفع الطاقة الإنتاجية بنحو78 ألف طن من المعدن سنويًا.
كما تتصدر الإمارة مشاريع الهيدروجين الأخضر. وتتعاون شركة أبوظبي الوطنية للطاقة (طاقة) مع الهيئات المحلية لتنفيذ مشروعين. المشروع الأول مع شركة حديد الإمارات لمشروع ضخم للهيدروجين الأخضر والذي سيتيح إنتاج الحديد الأخضر للمرة الأولى في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. أما المشروع الثاني فسيكون من خلال شراكة مع موانئ أبوظبي لتطوير مشروع لإنتاج الأمونيا ومرفق للتصدير في أبوظبي.
ومن المشاريع الصناعية الكبرى أيضًا مجمع بروج 4 الذي تطوره شركة بترول أبوظبي الوطنية (أدنوك) وشركة بوريالس النمساوية الكيميائية العملاقة.
وستتيح المحطة الجديدة تعزيز نمو مجمع الرويس الصناعي من خلال توفير المواد الخام لشركة أبوظبي للمشتقات الكيماوية (تعزيز)، ودعم سلسلة التوريدات الصناعية المحلية، وفرص تحقيق القيمة في البلاد. ومن المقرر تشغيل المحطة في نهاية 2025، وسوف تنتج 1.4 مليون طن من البولي إيثلين، بما يعزز إجمالي الإنتاج السنوي من البولي أولفين إلى 6.4 مليون دن لتكون بروج أكبر مجمع للبولي أوليفينات في موقع واحد في العالم.
بالإضافة إلى ذلك، اتفقت شركة تعزيز وشركة ريلاينس إندستريز الهندية على إقامة منشأة لإنتاج ثاني كلوريد الإيثلين والبولي فينيل كلوريد في المنطقة الكيماوية في الرويس.